بين الشرع والتقاليد


لم أكن أنوى الكتابة اليوم مطلقا ولكن لظروف تأجيل إمتحان أعمال السنة للجراحة فقد توفر لدى القليل من الوقت ولمواقف أخرى سيتناولها الموضوع فيما بعد
الموضوع اليوم مثير للجدل وربما يكون صادم للبعض ولكن المهم
1- إنه قبل قرأة الموضوع عليك بإعمال عقلك والنظر للموضوع بمنطقية وحيادية تامة
2- الموضوع معبر عن رأيى فقط والذى قد يقبل الصواب والخطأ ويقبل كذلك التغيير إذا ثبت الخطأ
هناك بعض الأمور التى قد ترفضها التقاليد رفضا تاما بينما لم يحرمها الشرع أو يتحدث عنها
يعنى مثلا طوال الصيف يكون جلوسى فى المنزل دائما بالفانلة الداخلية وشورت طويل أو ربما برمودا ومن الممكن أخرج للبلكونة بهذا المنظر وربما يكون جلوسى مع أصحابى المقربين أيضا بهذا المنظر وربما أصلى كذلك فى المنزل بهذا الشكل
طبعا لا أسلم من كلام مثل
عيب يا إبنى ما يصحش - إيه اللى إنت عامله فى روحك ده -مفكر نفسك عنتر زمانك يعنى
وكلام كتير لا داعى لذكره
أظن إنه الكتف لدى الرجل ليس بعورة حتى أنه أثناء الحج يكشف الرجال عن أكتافهم وكذلك كانوا قديما فى عهد الرسول فقد كان يدعو حتى ليظهر بياض إبطيه كيف يظهر ذلك إن لم تكن زراعه مكشوفة
والعجيب كمان إنك تلاقى الناس فى المصايف متقبلة الوضع جدا رغم إن الرجالة بيكون بالمايوه فقط مش مجرد كتف عارى
وكذلك بعض الكلمات مثل a7a والتى لو تفوهت بها إعتبرت قولا فاحشا وجرم لا يغتفر وتصبح قليل الأدب
بينما قد لا تحمل الكلمة أى معنى سوى وسيلة للإمتعاض أو الإعتراض عن شىء معين لذلك قد تقبلها بعض المدن مثل الإسكندرية بشكل طبيعى جدا ودون أى مشكلة
وكان الدافع فى قبول هذا ورفض ذاك فقط التقاليد والعرف
ومثلا فى السعودية إذا سارت المرأة هناك كاشفة عن وجهها أصبحت بذلك آثمة ومخالفة ولا يتقبلها البعض رغم تأكيد الكثير من العلماء إن إرتداء النقاب سنة أو فضل أى أنه ليس بفرض
بينما يبدو العكس مثلا فى مصر فقد تبدو المنقبة لدى البعض ومنهم شيخ الأزهر نفسه -سامحه الله -خارجة عن المألوف بل يعتبرها رجال الأمن -ربنا يخلصنا منهم- خطر على الأمن الداخلى للبلد
وكان الدافع فى قبول هذا ورفض ذاك التقاليد والعرف فقط
ونأتى للسبب الرئيسى لموضوع النهاردة صورة رفعتها من يومين على الفايس بوك الصورة إعتبرتها طريقة إعتراض مبتكرة وطريفة بعض الشىء ولم أرى فيها أى إثم فى نشرها سوى إنها قد تكون مخالفة للتقاليد والعرف
وبعد يوم واحد من عرضها حذفتها لما وجدته من إعتراضات البعض
ولذلك لم أنشرها فى الصفحة الرئيسية للموضوع وسأترك لينك للصورة فى أول تعليق
ولكن هناك تحذير-مثل الذى يتركونه فى الأفلام فوق18- لمن مشاعره حساسة زيادة شوية أو التقاليد ليها وزن كبير عنده لا ينصح بمشاهدة الصورة
لذلك لا إريد إعتراضات عليها لإنى قد حذرته من البداية
وهنا يبقى السؤال
هل التقاليد بالفعل بمثابة الشرع ....؟؟؟
لا أظن ذلك مطلقا فقد تركت لنا كوارث متواجدة فى واقعنا ونتقبلها للأسف تحت شعار التقاليد
مثلا عندما يأتى عم الأولاد إلى منزل أخوه ولم يجد سوى زوجته بمفردها تقتضى التقاليد بدخول العم وإنتظار الزوج حتى يحضر من الخارج وإن لم تسمح له بالدخول تعتبره التقاليد عيبا صارخا بينما هذا هو عين الصواب فى الشرع
والحديث واضح جدا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إياكم والدخول على النساء ، فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله أفرأيت الحمو ؟ قال : الحمو الموت
والحمو هو قريب الزوج
وبنفس المنطق تجد الخطيب يجلس مع خطيبته بمفرديهما فى المنزل أو فى النادى أو السينما أو غير ذلك
فالعرف يعطى تصريح لها بذلك وإذا إعترض أحد الطرفين على ذلك يعتبر معقد
رغم إن الرسول بيقول
(ما من رجل إلا ومعه قرينه -يعني شيطان- فلما قالوا له: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن الله تبارك وتعالى أعانني عليه فأسلم)
وقال أيضا
(ما اختلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما)
وكذلك فى الأفراح أصبحت من التقاليد لدى الجميع هنا فى مصر تشغيل الأغانى الهابطة والتجمع والرقص عليها وتخلى العروس عن حجابها رغم أنها فى الأساس محجبة والإختلاط والتزاحم بشكل قد يدعو للأسى بل والأغرب من ذلك هو ما تفعله البنات فى مثل تلك الأفراح من وضع الأحمر والأصفر والأخضر والفوشية والبمبة والروز مش عارف بيجبوا الألوان دى كلها منين أملا فى أن تجد عريس لها والأغرب أنها قد تجد ذلك المغفل الذى قد إنخدع بمظهره
هذه هى التقاليد عندنا فتبا لمثل تلك التقاليد التى نتفاخر بها
ياااااااااه هناك الكثير والكثير من تلك التقاليد البالية مثل زيارة القبور يوم العيد وزيارة مقابر الأولياء والصالحين والتمسح بها وتقديم القرابين لها
أشياء كثيرة لا أساس لها من الصحة سوى "بل وجدنا آبائنا كذلك يفعلون"
كلمة أخيرة
أحيانا بتكون التعليقات مثل الماء للأرض الجافة وفعلا فيه مواضيع كتيرة حسيت فيها بالمعنى ده زى الموضوع اللى فات وانا سيبت تعليق مجمع لكل تعليقاتكم وعلى فكرة صحيح الإنسان العزيز اللى نصحنى اللى إتكلمت عنه ده باش مهندس كبير وشيخ فاضل وبعتبره قدوتى فعلا يعنى مش صاحبى كما توهم البعض ودى فرصة إنى أقوله ربنا يبارك فيك
والموضوع ده محتاج رأيكم فيه فعلا وخصوصا المثقفين منكم وياريت بلاش تعصب فيه وأنا هتقبل النقد
وجزاكم الله خيرا

هل أنا متناقض....؟؟

جملة وجهها إلىّ أحد الأصدقاء من فترة كده
هو إنت متناقض ولا إيه..؟؟ لما شعره من أخطاء لدى
فكرت فى الكلمة دى كتير أوى وفعلا قولت لنفسى أنا فعلا أكيد مش بالقدر ده من الإلتزام اللى بتكلم بيه ومش بالمثالية الموجودة فى كتاباتى
وتسائلت هل الكلام ده -المواضيع الدينية- ممكن يتحسب عليّ ومش لصالحى
والموضوع ده سببلى أزمة لفترة طويلة
فأكيد أنا مقصر مع ربنا ودايما بحس إنى مقصروأكيد الواحد فى محاولاته إنه يكون ملتزم بيصيب وبيخطىء وأنا وضحت الكلام ده فى موضوع الملاكم قبل كده
الرسول عليه الصلاة والسلام بيقول
(سددوا وقاربوا)
يعنى لو معرفتش توصل للمثالية قرب منها بقدر الإمكان ولإن ربنا سبحانه عالم بتقصيرنا وعالم بكثرة المفاسد من حوالنا
فقال سبحانه
( فإتقوا الله ما إستطعتم.....) إلى أخر الآية الكريمة
بن عطاء كان له أثر كبير أوى فى رفع همتى قريت الفترة اللى فاتت بعض الكلمات الرائعة منه
(إذا وقع منك ذنب لا يكن سببا ليأسك من حدوث الإستقامة مع ربك فربما يكون ذلك أخر ذنب قدر عليك)
وقال
(من إستغرب أن ينقذه الله من شهوته وأن يخرجه من غفلته فقد إستعجز القدرة الإلهية)
وقال هذا الحكيم كذلك
(ربما فتح لك باب الطاعة وما فتح لك باب القبول وربما قضى عليك بالذنب فكان سببا فى الوصول)
متتخيلوش كلمات بن عطاء كنت فرحان بيها قد إيه وفعلا بعتبر كلامه من أروع الكلام اللى قريته بعد الكتاب والسنة.
وسألت إنسان عزيز عليا جدا فى الموضوع ده وهوبصراحة اللى رفع من معنوياتى كتير وقالى كلام كنت محتاج أسمعه فعلاوقالى
أنظر دائما على المحصلة النهائية للموضوع
ماذا ستؤل إليه الأمور فى النهاية ستتوقف عن الكتابة مثلا وماذا بعد ..؟؟
الشىء اللى كان ممكن يذكرك شوية إمتنعت عنه أملا فى عودتك للكتابة فى المواضيع الدينية إذا شعرت بكامل إلتزامك وهذا لن يحدث بل على العكس من الممكن أن تسوء بك الحال أكثر
وأخبرنى إن هذا الأمر ربما يكون مدخل من مداخل الشيطان كى يثنيك عن كتاباتك
مثلما يأتى الشيطان لإنسان خاشع فى صلاته ويطيل فيها ويخبره أنه يفعل هذا رياء كى يراه الناس فقط كى ينهى صلاته سريعا
ويأتى إليه كذلك حين يريد إخراج مال كصدقة يأتى إليه ويخبره الجميع ينظر إليك الآن أجل تلك الصدقة لوقت أخر ويثنيه عن عمله
وكان السلف الصالح لمواجهة مثل هذه الأمور كانوا يفادونها
بالمغالبة
يعنى مثلا عندما يأتيه الشيطان ليقول له ذلك كان يعاند شيطانه أكثر ويطيل أكثر فى صلاته ويتعمد إخراج الزكاة
ويقول لن تكون أبدا حريصا على مصلحتى هكذا ويغالب شيطانه بأن يزيد فى الأمر
أى أنه عليا أن أزيد فى الكتابة فى مثل هذه الأمور وألا أتوقف عنها
قديما كانوا يقولون
(على شارب الكأس أن ينكر على الجلاس)
يبدو الأمر متناقض جدا ولكن هذا هو الواجب
إنه على الفرد أن ينكر على الناس المعصية ويذّكرهم بمدى الخطأ وإن كان مقترفا لها
عسى أن يهديهم الله يوما ما
فالدعوة أمر واجب وأظن إنى وضحت ده فى موضوع وماذا بعد ...؟؟
عموما أنا كنت دايما مش بحب أتكلم فى موضوع إلا لما أكون مقتنع بيه تماما وبحاول أعمله دايما أما الأمور اللى أنا مقصر مكنتش بتكلم فيها خالص
بعد حوارى مع أستاذى العزيز ممكن أغير رأيى وأبدأ أتكلم فيها وأجمع معلومات عنها وأذكر نفسى بيها معاكم دايما
ربنا يهدينا وإياكم لما يحبه ويرضاه

كلمة أخيرة
أكيد الجميع مقدر تقصيرى فى المتابعة والكتابة والرد بس مش بإيدى فعلا
والله المستعان

لعلنا نلتقى


دايما بعتقد إنه ممكن تكون فيه علاقات بين الناس خلاف تلك المتعارف عليها من تحادث وتخاطب وتعامل بدليل إنك ممكن تنجذب لإنسان دون أن تنحدث معه مطلقا ويجول بخاطرك دائما محادثته والتعرف عليه
ومن الممكن كذلك أن تتعامل مع إنسان لمرة واحدة فقط ويكون نفسك أن لو يكون من المقربين إليك وتتعامل معه دائم
هذا هو ما أريد أن أتحدث عنه اليوم

إنسان لم أتحدث معه سوى مرة واحدة
فى البداية كان تجمعنا فى ملاعب لكرة القدم فى مكان قريب بالمحلة العدد ضخم وشباب من أعمار متقاربة من أماكن مختلفة تماما بعد اللعب إتفقنا على ميعاد نتقابل فيه وكان معاناواحد آخر

كنت تقريبا فى بداية الثانوية العامة ولكنه كان يكبرنا بعشر سنوات كاملة أما ثالثنا فكان مثلى فى الثانوية وصرنا أصدقاء مقربين فيما بعد وكنا معا من أوائل المدرسة ولكنه دخل طب المنصورة وذهبت أنا إلى طنطا
نرجع للحديث عن هذا الشاب الذى يكبرنا فكان من سكان إحدى القرى بجوار المحلة وكان يعمل أعمال حرة كان لقائنا فى مكان هادىء جدا فى المحلة وكان معنا (لب وسودانى) كان الحديث شيق جدا وممتع للغاية وشعرت معه براحة عجيبة جدا
ولكنى لاحظت شىء غريب بعض الشىء

كنت أنا وصاحبى نتناول اللب والسودانى ونلقى بالباقى على الأرض فقد كنا نجلس على أرض نجيلة وكان المكان شبه مظلم أى أن تلك البقايا لن تترك أثرا على الأرض بينما هو فلا ظل محتفظا بالبقايا فى يده طوال فترة لقائنا وأنا فى غاية الإندهاش من عمله هذا وبعد اللقاء سيرنا لنبحث مكان لنلقى بتلك البقايا لم نجد إلا بعد حوالى نصف ساعة
برغم ما كان فى حوارنا من إستفادات إلا إنى تأثرت كثيرا بموقفه هذا
ومن يومها لم ألقى بورقة واحدة فى الشارع بل أظل أحتفظ بها فى شنطتى إلا أن أجد المكان المناسب لذلك
وهنا تذكرت المقولة القائلة
(عمل رجل فى ألف رجل خير من قول ألف رجل لرجل)
ولذلك إن لم تكن قادرا على الوعظ والخطابة فيكفى سلوكك المثالى وحده فى أن يؤثر على الآخرين
ولكن
وللأسف لم ألتقى بهذا الإنسان الجميل سوى تلك المرة فقط وبالفعل أتمنى أن لو نلتقى مرة أخرى فإن لم يكن لقائنا فى الدنيا ففى الأخرة إن شاء الله
كنت ناوى أتحدث عن لقاء أخر لإنسان أخر ولكن يبدو أن الوقت ضيق بعض الشىء
فنسألكم الدعاء